محاسبة المسؤولية

نظام محاسبة المسئولية :
أدى تطبيق اللامركزية في الإدارة إلى تقسيم الوحدات الاقتصادية إلى عدة أقسام او إدارات أو مراكز يساهم كل منها في تحقيق أهداف معينة، ويرأس كل منها مدير مسئول تفوض له سلطة اتخاذ القرارات بالقدر الذي يمكنه من إنجاز مهامه على النحو المرغوب فيه، وتتطلب اللامركزية استخدام نظام محاسبة المسئولية في مجال تقييم الأداء، ويمكن تعريف نظام محاسبة المسئولية بأنه ذلك النظام الذي يتعرف على مختلف مراكز اتخاذ القرارات، ويربط الأداء والتكاليف في هذه المراكز بالمدير المسئول عنها الأمر الذي يحقق ربط الرقابة المحاسبية بالهيكل التنظيمي، ويقوم على تقييم أداء المسئولين عن تلك المراكز التي تسمى مراكز المسئولية استنادا الى العوامل الخاضعة لرقابتهم.

مراكز المسئولية:
يتم تحديد مراكز المسئولية بطريقة تتفق مع الهيكل التنظيمي وخطوط الاتصال والسلطة الملائمة، ويمثل مركز المسئولية وحدة إدارية يرأسها شخص مسئول لديه سلطة اتخاذ القرارات ومطلوب منه استخدام الموارد المتاحة لديه في تحقيق أهداف محددة. وعادة يتم التمييز بين ثلاث أنواع من مراكز المسئولية هي مراكز التكلفة ومراكز الربحية ومراكز الاستثمار.
وفي حين تقتصر مسئولية مركز التكلفة على تحقيق أهداف معينة بتكلفة محددة وتمتد مسئولية مركز الربحية لتشمل أيضاً ضرورة تحيق إيرادات وبالتالي أرباح محددة، بينما يعتبر مركز المسئولية بمثابة مركز استثمار عندما يكون لدى المسئول عنه سلطة اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأجل تؤثر على كل من التكاليف والربحية في الأجل الطويل.
ولأغراض إعداد تقارير المسئولية وتقييم الأداء يتم تسجيل الأحداث المالية في المراكز المسئولية ( الربحية ، الاستثمار ) بالقيم الفعلية والمخططة للإيرادات والتكاليف أما بالنسبة لمراكز التكلفة فيتم التسجيل بالقيم الفعلية والمخططة للتكاليف فقط. وعادة نجد مراكز الاستثمار أعلى الهيكل التنظيمي في المستويات الإدارية العليا حيث التخطيط الاستراتيجي بينما نجد مراكز الربحية بالمستويات الإدارية الوسطى حيث الرقابة الإدارية ومراكز التكلفة بالمستويات الإدارية الدنيا حيث الرقابة التشغيلية.

- محاسبة المسئولية والمحاسبة الإدارية :
يعتبر نظام محاسبة المسئولية أحد نظم معلومات المحاسبة الإدارية الذي يوفر البيانات الخاصة بكل الموازنات الأداء وتقارير المسئولية وتتيح موازنات الأداء تدفقاً للمعلومات التخطيطية والأهداف المحددة من أعلى الهيكل التنظيمي الى قاعدته بينما تتيح تقارير المسئولية تدفقاً عكسياً للمعلومات من القاعدة إلى القمة لأغراض الرقابة وتقييم الأداء. ويستند نظام محاسبة المسئولية بذلك على موازنات الأداء الخاصة بكل قسم أو مركز وكذلك تقارير المسئولية التي تتضمن المخطط والفعلي وتستخدم كأداة لتقييم أداء المسئولين عن ذلك القسم أو المركز.

تقارير الأداء :
تمثل تقارير الأداء التي يوفرها نظام محاسبة المسئولية وسيلة الاتصال بين مختلف مراكز المسئولية في سياق الهيكل التنظيمي للوحدة الاقتصادية، وتستخدم بصفة أساسية للإغراض الإدارية الداخلية بهدف تقييم أداء المسئولين عن مختلف مراكز المسئولية سواء كانت تكلفة أو ربحية أو استثمار حيث يتم إعداد تلك التقارير، ورفعها الى مستويات إدارية الأعلى من خلال نظام تقارير المسئولية ...........
ويقوم نظام تقارير المسئولية بتسجيل وقياس الأداء المحقق في كل قسم أو مركز، يمكن ان يتم القياس في صورة نقدية مثل قياس الإيرادات والمصروفات، كما يمكن ان يكون قياس عينياً في صورة ساعات تشغيل أو كميات إنتاج بالوحدات وغيرها من مقاييس الأداء المادية.
ويتم إعداد تلك التقارير في نظام محاسبة المسئولية بحيث تشتمل على مقارنة الأداء الفعلي بالأداء المستهدف من خلال نظام موازنات الأداء، وبذلك يمكن تقييم أداء المسئولين عند أي مستوى إداري من خلال تلك التقارير استناداً إلى الفروق بين الأداء الفعلي والأداء والمستهدف.
ووفقاً لمبدأ الإدارة بالاستثناء ينبغي ان تركز تقارير الأداء على المعلومات القيمة التي تفيد لأغراض تقييم الأداء وتطبيق خطط الحوافز الايجابية والسلبية، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة اذا كان ذلك ممكناً خلال نفس الفترة، واذا لم يكن ممكناً التصحيح في نفس الفترة فيتم الاستفادة من تلك المعلومات في الفترات التالية.

درجة التفصيل في التقارير :
يختلف شكل ومحتوي المعلومات المتدفقة من القمة إلى القاعدة عن شكل المعلومات المتدفقة من القاعدة الى القمة فالأولى تكون في صورة موازنات ومعايير وأهداف أداء، والثانية تكون في صورة تقارير أداء مسئولية، وبصفة عامة يصبح شكل المعلومات أكثر تحديداً وتفصيلاً كلما تدرج التدفق إلى المستويات الدنيا في الهيكل التنظيمي، ويطلق على الإجراءات التي تؤدي إلى زيادة درجة التفصيل والتحديد في البيانات المتدفقة من أعلى لأسفل اصطلاح تضخيم .......... المعلومات بينما يتميز تدفق معلومات أعلى الهيكل التنظيمي بخاصية تخفيض البيانات أي ان درجة تضخيم المعلومات ترتبط بموقع المستوى الإداري لعلاقة عكسية فكلما ارتفعنا داخل الهيكل التنظيمي كلما ترتب على ذلك تخفيض للمعلومات الواردة بالتقارير بينما كلما هبطنا داخل الهيكل التنظيمي كلما ترتب على ذلك تضخماً للمعلومات الواردة بالتقارير .